-->

3‏/3‏/2018

هيئة تحرير الشام تكشف عن الوجه الحقيقي وسر غياب المحيسني والعلياني


بدأت ممارسات هيئة تحرير الشام الأخيرة تكشف عن سياسة إقصائية جديدة وعن اتباع أسلوب " إما أن أحكمكم ... أوأقتلكم " 
هيئة تحرير الشام التي فرضت ألالف الأمنيين على القرى والمدن والبلدات وبدأت تتدخل في الشاردة والواردة وتبسط هيمنة مواليها على مفاصل الاقتصاد والتجارة وجمع الضرائب وأتاوات الحماية والنفوذ ومن الواضح تغلب التيار الداعشي فيها على التيار الآخر ومن اللافت للانتباه اختفاء إصدارات الشيخ عبد المحيسني والعلياني عن إعلام الهيئة ووكالتها " إباء " بعد نشر بيان مسعى الصلح الي نشرته لجنة الصلح والذي قال فيه العلياني أن الشيخ توفيق شهاب الدين قد قبل الاحتكام ورضي بأن نصور جلسة الحوار معه وننشرها وفي المقابل رفض الشيخ أبو محمد الجولاني تصوير الجلسة ورفض الاحتكام 


فيما قال عبد الله المحيسني، إن هيئة تحرير الشام رفضت النزول إلى محكمة شرعية للفصل في الاقتتال والخلاف بينها وبين حركة نور الدين زنكي.

المحيسني، في بيان مشترك مع مواطنه الداعية مصلح العلياني، والسوري عبد الرزاق المهدي، وبيان شبيه للشرعي العام سابقا لأحرار الشام "أبو محمد الصادق"، قالوا إنه وبعد لقاءات مطولة مع طرفي القتال (على رأسهم توفيق شهاب الدين قائد الزنكي، وأبو محمد الجولاني قائد الهيئة)، وافقت الزنكي على محكمة شرعية؛ للبت في نقاط الخلاف، فيما رفضت الهيئة ذلك.

وتابع البيان بأن "عذر الهيئة في عدم قبول المحكمة الشرعية لا ينهض بأن يكون مبررا شرعيا، وما ذكرته من أسباب لقتال حركة الزنكي لا يصح به إراقة الدماء".

وبحسب بيان المحيسني، والعلياني، والمهدي، والصادق (جميعهم استقالوا من هيئة تحرير الشام قبل شهور)، فإن "الأقوال التي يذكرها كل طرف متناقضة تماما مع قول الآخر، والكل يدعي أن الحق معه".

ومع غياب الشيخ عبد الله المحيسني ومصلح العلياني وعبد الرزاق المهدي يلمع نجم أبو اليقظان المصري الذي أفتى بقتل عناصر أحرار الشام بطلقة في الرأس في الفترة التي حاربت فيها الهيئة حركة أحرار الشام
حيث أوكلت له قيادات "تحرير الشام" أن يمارس شحناً عقائدياً لعناصرها تحضيراً لـ"المعركة الكبرى"، بوصفها لا تقل خطراً عن قتال النظام. الشرعي في "الهيئة" أبو اليقظان المصري، نشر تسجيلاً مصوراً يظهر فيه قرب بلدة الدانا الحدودية قال فيه: "تحرير الشام قاتلت الأميركيين والروس والنظام السوري والخوارج، ويمنّ الله عليهم الآن بقتال البغاة واقتراب نهايتهم". أبو اليقظان ختم كلمته بتوعّد قادة "تحرير سوريا" حسن صوفان، وتوفيق شهاب الدين، واحمد عيسى الشيخ، بقضّ مضاجعهم، وانتظار ما أسماه "جيش الشام".

دخول "التركستاني" إلى جانب "تحرير الشام" قلب موازين القوى، وانتقلت "الهيئة" من مرحلة تجميع القوات والاستراتيجية الدفاعية إلى الهجوم، رغم إعلان الحزب في بيان مكتوب نشر في وسائل التواصل الاجتماعي بالتزامه الحياد.

تحالف التركستان وتحرير الشام ارتكز على مهاجمة تحرير سوريا ومحاولة استعادة المناطق التي سيطرت عليها، فاستهل الحزب التركستاني عملياته إلى جانب تحرير الشام في السيطرة على مدينة معرتمصرين شمالي مدينة إدلب، وكانت نقطة تحول في سير العمليات العسكرية، بعدما تجمعت قوات تحرير الشام داخل مدينة إدلب تحسباً لأي هجوم مباغت من الأحرار والزنكي. وفي حال فشل تلك الخطة سيتم الانتقال إلى الاستراتيجية البديلة وهي الانسحاب باتجاه مناطق جسر الشغور وجبل الأكراد، وهي مناطق ذات طبيعة جبلية ونائية عن مركز محافظة إدلب، ولا تعتبر ذات أهمية لتحرير سوريا، فضلاً عن كونها المنطقة التي انطلقت منها حميع الفصائل المتشددة للسيطرة على إدلب منذ العام 2013، إذ كانت نقطة انطلاق داعش، وبعدها كانت مركزاً لجبهة النصرة ومنها وسعت نفوذها باتجاه إدلب لقتال الجيش الحر".

ومع تدخل "التركستاني" إلى جانب "الهيئة" تعالت أصوات حول موقف "فيلق الشام" من الاقتتال واعتزاله، خاصة وأن بياناته اتسمت بالرمادية وعدم توصيفه للواقع بدقة. "مزمجر الشام" كتب في "تويتر": "يمثل فيلق الشام كيس خرجية للجولاني ولم يحن وقته بعد، حينها لن ينفع الفيلق دور القوّاد". ويعد فيلق الشام أبرز المستفيدين من القتال الدائر، مع توسع نقاط رباطه وسيطرته خلال الأيام الأخيرة في ريف حلب الغربي. لكن حال "الفيلق" الآن يشابه كثيراً حال "أحرار الشام" في وقت سابق من اقتتال الفصائل، عندما كانت تعيش على فتات فصائل الجيش الحر التي تبتلعها "جبهة النصرة"، قبل أن تلاقي مصيرهم ذاته.
التالي التالي
المشاركة السابقة المشاركة التالية

ليست هناك تعليقات:

التالي التالي
المشاركة السابقة المشاركة التالية